زيتونةٌ فِي القدس / الشاعر شحدة سعيد محمد البهبهاني
لَنَا فِي الْقُدس معجزةٌ
بِأَغْصَانٍ حَوَتْ ثَمَرَا
إذا مَا جِئْتَها تَسْعَى
تَسُرُّ القلبَ وَالنَّظَرَا
تَقولُ بِأَنَّها تُعْطِي
مَن الْخَيراتِ مَا كَثُرَا
عَطاءً مِن رَحِيقِ القلبِ
مَا بَخِلَتْ وَلا قَصُرَا
لِآجَالٍ وَآجَالٍ
ومَا تَركَتْ لنَا عُذْرَا
وَتَجْمعُ حَولهَا السُّمَارَ
قَدْ زَفَّتْ لهُم بُشْرَى
بأَنَّ اللهَ رَازقنَا
وقدْ أَهْدَى لنا الأَجْرَا
فَهذَا الرزقُ يُكْسِبُنا
صُمُوداً أَدْهُراً أُخْرَى
دَنَوتُ إَليهِ مُبْتَسِما
لأجْمعَ مَا اسْتوَى ثَمَرَا
فَتُعطِي الزَّيتَ مَأكُولا
وَزيتُوناً لنا ذُخْرَا
.......
لها في الأرض آلافٌ
ويبقى الساق مُنْجَذِرا
فَكمْ مِنْ غَاصِبٍ قد جاء
ِيكْسِرُهَا وَقدْ كُسِرَا
فَمَا وَهَنَتْ وَلا فَنِيتْ
وَلا أَبْقَتْ لَهُمْ أَثَرَا
سَتَبْقَى القدسُ عَاصِمَتِي
وَيبْقَى غُصْنُها نَضِرَا
ويبقَى الجيلُ بعدَ الجيلُ
يَرْوي قِصَّةَ المَسْرَى
فَشُكْراً رَبَّنا البَاري
عَلَى نِعَمٍ لنَا تَتْرَى